التكييـــــف بين الشريعـــــــة والقانــــــون الدولي الخاص

المؤلفون

  • أ.م.د اسماعيل محمود

الملخص

       أكد فقهاء الشريعة المعاصرين على ضرورة التكييف الفقهي في دراسة القضايا المعاصرة وأن يتم ذلك عن طريق دراسة الواقع، وحذروا من بعض الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الفقهاء في تناول المسائل المعاصرة أو القضايا المعاصرة(1)، وأن عدم استعمال مصطلح (التكييف) لدى الفقهاء المتقدمين سببه اكتفاؤهم بالتعريف للباب أو المسألة والتمثيل لها، وإذا احتاجوا الإلحاق بمسألة أو باب مشابه ألحقوه دون تخصيص ذلك بعنوان (التكييف) ونحوه، كما أن التكييف صورة من صور القياس فهم يستعملونه استعمال القياس، وثم مصطلح شبيه بالتكييف هو التخريج الفقهي، وقد ألف المتقدمون كتباً في تخريج الفروع كالأسنوي(1) والزنجاني(2) وغيرهم، ولما كثرت المستجدات من اختلاف العصر الحاضر عن غيره، ولما اشتملت عليه صورها ولاسيما العقود منها على شيء من التعقيد واللبس ناسب ذلك أن يُفرد عند دراستها عنوان مستقل في تكييفها.

 

(1) يذكر بعض الفقهاء المعاصرين ألفاظ مرادفة للفظ (المعاصرة) هو(المستجدة) أو (الحادثة)، ويطلق بعضهم على هذا النوع من المسائل مصطلح النوازل، والنوازل في أصل اللغة جمع نازلة، والنازِلة: «الشَّدِيدَةُ تنزِل بِالْقَوْمِ، وَجَمْعُهَا النَّوَازِل، والنَّازِلَة الشدَّة مِنْ شَدَائِدِ الدَّهْرِ تَنْزِلُ بِالنَّاسِ». وقد استعمل الفقهاء هذا المعنى في قنوت النوازل، ويقصدون به مشروعية القنوت عند حدوث نازلة بالمسلمين وهي ما تقدم في اللغة، ووجدنا استعمالاً لمصطلح (النوازل) لدى الفقهاء أيضاً مرادفاً لمصطلح (الفتاوى)، وأكثر من شاع عندهم المالكية حيث نجد طائفة من المؤلفات تحمل هذا المصطلح، منها على سبيل المثال: مذاهب الحكام في نوازل الأحكام للقاضي عياض، نوازل العلمي لعلي العلمي، الدرة المكنونة في النوازل المظنونة ليحيى المغيلي، وغيرها،  إذن يطلق عليها القضايا المعاصرة - المسائل المعاصرة – النوازل، وهي الأحكام والوقائع التي حدثت منذ عصر النهضة أو الثورة الصناعية وهي جديدة في صورها وأشكالها. ينظر: لسان العرب لابن منظور:14/237-238، المصباح المنير للفيومي:2/825، مجمل اللغة لابن زكريا: 3/864، مختار الصحاح للرازي: 335، المعجم الوسيط : 2/951، أساس البلاغة للزمخشري:452، معجم متن اللغة لأحمد رضا: 5/ 442، معجم مقاييس اللغة لابن فارس: 5/417، تهذيب اللغة للأزهري: 13/ 211.

(1) هو عبد الرحيم بن الحسن بن علي الإسنوي الشافعيّ، أبو محمد، جمال الدين الإِسْنَوي (704- 772هـ = 305 -1370م) فقيه أصولي، من علماء العربية. ولد بإسنا؛ وهي مدينة بأقصى صعيد مصر، وهي على شاطئ النيل من الجانب الغربي، وهي بلدة طيبة كثيرة النخل والبساتين، وقدم القاهرة سنة 721 هـ فانتهت إليه رياسة الشافعية. وولي الحسبة ووكالة بيت المال، ثم اعتزل الحسبة. ينظر: الأعلام للزركلي: 3 / 344.

(2) محمود بن أحمد بن محمود بن بختيار، أبو المناقب شهاب الدين الزَّنْجاني (573 - 656 هـ = 1177 - 1258 م): لغويّ، من فقهاء الشافعية. من أهل زنجان (بقرب أذربيجان) استوطن بغداد، وتفقه وبرع في المذهب والأصول والخلاف، وبعد صيته، وولي الإعادة بالثقتية بباب الأزج، وتزوج ببنت عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر، وناب في القضاء وولي نظر الوقف العام، وعظم شأنه ثم عزل، ودرّس بالنظاميّة ثم بالمستنصرية. استشهد ببغداد أيام نكبتها بالمغول ودخول هولاكو. ينظر: الأعلام للزركلي: 23/ 345.

التنزيلات

منشور

2018-03-28

إصدار

القسم

المقالات